مفوضية كينشاسا المستقلة - معتمدية فلسطين

نبذة عن تاريخ الحزب في فلسطين

تفيد مكتوبات الحزب ومروياته انه ابتدأ عمل الحزب السوري القومي الاجتماعي في فلسطين منذ تأسيسه عام 1932 في الكيان اللبناني. وكانت للمسألة الفلسطينية حصة كبيرة عند مؤسس الحزب الزعيم انطون سعاده بدءاً من اكتشاف المؤامرة اليهودية على الوطن السوري بوجه عام وعلى الكيان الفلسطيني بوجه خاص، خصوصاً بعد حياكة إتفاقية سايكس- بيكو لتفتيت قوة قد يكون لا مثيل لها، لو اعطيت فرصة الوحدة لترتقي بوجودها وبالعالم الذي يحيطها، ولا تنتهي عند نزع المفاسد وتوحيد شعبنا ضد كل الاخطار المحدقة في امتنا.

وبما ان موضوعنا اليوم حُدد بمجرد نبذة صغيرة عن العمل الحزبي في فلسطين نكتفي بذكر بعض المعالم التاريخية. أسس الحزب حركة كبيرة في مدينة حيفا وأقام منفذية باسم منفذية حيفا، كما اسس منفذية طبريا التي عمل فيها رفقاء معروفون في تاريخ الحزب مثل انيس الصايغ وشقيقه فايز الصايغ الذي عرِف الزعيم وعُين عميداً للثقافة والاذاعة ابان غيبة الزعيم القسرية في المغترب الاميركي اللاتيني في الحرب العالمية الثانية. ورفيق من منفذية طبريا ايضاً من ال حماد استشهد مع سعاده عام 1948. كما عمل الحزب في مدينة القدس وكان منها الأمين مصطفى سليمان مؤسس فرقة الزوبعة الحمراء وقائدها في عام 1948، علماً ان الحزب شارك في المعارك الأولى ضد الهجرة اليهودية الى بلادنا وسقط للحزب شهداء منهم الشهيد حسين البنى وغيره. كما كان الرفيق احمد سليمان منفذاً عاماً لمنفذية الضفة الغربية التي شهدت عملاً بارزاً في الخمسينيات عندما كان الأمين عبود عبود مسؤولاً حزبياً عن الضفتين الغربية والشرقية، فضمت مديريات بيت لحم، القدس، رام الله، نابلس وغيرها. اما الضفة الشرقية التي أًسِس عليها لاحقاً الكيان الاردني فقد كان للحزب فيها منفذية واسعة ضمت مديريات عمان، الزرقاء، مائدوبة، بالاضافة الى مديرية اربد في الشمال ومن الرفقاء الذين عملوا في الحزب في فترة الخمسينات الأمين مصطفى رشيد (نائب في برلمان الكيان الأردني) الذي انتخب رئيساً للحزب في الخمسنيات الثانية للقرن الماضي. كما نذكر الرفقاء اميل لطفي و سامي خوري وغيرهم كثر من القوميين الاجتماعيين الذين ناضلوا وما زالوا يناضلون في سبيل تحرير الارض وارتقاء الانسان.

كل ما تقدم يفيد افادة لا لبس فيها ولا جمجمة ان الحزب والمسألة الفلسطينية توأمان مندمج واحدهما في الآخر، اما على الصعيد الميداني فكان الحزب موجود وتؤكد ذلك احتفالات الحزب في الأول من اذار والثامن من تموز وذكرى التأسيس. حيث يأتي الاحتفال الأخير الذي شع في مدينة غزة وتلألىء في انوار القومية الاجتماعية في مناسبة الأول من أذار هذا العام يشكل منارة جديدة تضاف الى منارات الحزب الاخرى التي لا تقدر ان تطفئها كل عتابات الاغتصاب والظلم والافكار الرجعية والنيو- رجعية. تلك نبذة صغيرة ربما تناسب مقال في صحيفة ولكن الكلام عن تاريخ الحزب بالتفصيل في فلسطين يطول وتتشوق اليه كتب المستقبل وموسوعاته.